عشرات الإتصالات من بنات يطرحن عليهن مشكلات عاطفية وأخلاقية أحياناً ... والسبب ... الزائر الجديد الذى دخل حياتنا عنوة , بلا مقدمات ولا استئذان ألا وهو الشات.
والشات لمن لا يعرف – ولا أظن أن هناك من لا يعلم – هو حوارات مكتوبة ويمكن أن تكون مسموعة , بين إثنين قد لا يعرفان بعضهما ... تصادف وأن دخلا على النت فى وقت واحد.
وبواسطة برنامج اسكايبى الشهير , يمكن أن تتحدث مع اى بنت يعجبك إسمها – وهو المتاح – إن لم يكن لديها مانع.
ولنبدأ الإسطوانة الأولى :
- إسمك ايه ؟
- فتكات ... وانت مين ؟
- محمدين ... عندك كام سنه يا فتكات ؟
- عندى تمنتاشر سنه ... وأنت ؟
- أربعة وعشرون ! ... (وقد يكون فى الأربعين) !
(حوارات حوارات حتى ياخدوا على بعض)
- نمرة تيليفونك كام يا فتكات؟
- لا طبعاً مش ممكن أقولك ... إدينى انت نمرتك وانا أكلمك
- خدى يا ستى (,,,,,)
- يا ترى عندك الـ(ID)
- لا معنديش
- ياسلام
- صدقينى يا فتكات , وبعدين لو مش واثقه في متكلمنيش !
- لا طبعاً واثقه فيك (آل يعنى عشرة عمر) وحكلمك
- بس يا ريت بعد الواحدة بالليل
- حاضر
الإسطوانة الثانية (فى التيليفون ... الثانية صباحاً)
- ألو محمدين ؟
- أيوه ... مين ؟ (طبعاً هو عارف ومستنيها على نار)
- انا فتكات
- وحشتينى
(صمت فى أول مره)
- بقولك وحشتينى يا فتكات ... انا موحشتكيش؟
- وحشتنى أكيد
- تعرفى انى منمتش بقالى يومين ؟
- ليه ؟ عندكم أكلان ؟
- لأ ... عشان بفكر فيكى ... مش عارف انتى عملتى فيه أيه ؟
يا سلام (تريد أن تسمع منه أكثر)
- بجد يا فتكات ... انا حاسس إننا نعرف بعض من زمان
- و انا كمان
- طيب لي طلب ويا ريت ما تكسفينيش
- لو أقدر !!
- عايز أشوفك يا فتكات
(صمت ... هى نفسها تشوفه بس خايفه)
- ما رديتيش ليه ؟
- لا طبعاً يا محمدين ... صعب جداً
(إلحاح إلحاح إلحاح ... مع توالى المكالمات)
الإسطوانة الثالثة (غالباً فى ماكدونالد)
- كنت خايف تدينى بومبه
- لأ طبعا ... ما دام قلت ح آجى يبقى ح آجى
- زى ما تخيلتك بالظبط (بالطبع هى عكس ما تخيلها تماماً)
- صحيح (تريد أن تسمع منه أكثرفهى لا تصدقه)
- صحيح يا فتكات ... بصراحة انتى هديتى كل البرامج بتاعتى
- يعنى ايه ؟
- دلوقتى حالا فتاة أحلامى تغيرت ... بقت فتكات
- صحيح يا محمدين ؟
(ندخل منعطف خطيراً فقد أمسك يديها)
- صحيح يا فتكات ... وانا دوقتى متأكد انى بحبك
(تصمت وقلبها يرقص طرباً)
الإسطوانة الرابعة (تتعدد المقابلات)
صارت فتكات تعشق محمدين بالفعل , وهى لا تستطيع أن تستغنى عنه أو تتصور حياتها بدونه ... أما هو – الله يسامحه – ممثل بارع ! يريد منها قبلة !
- ح تعمل ايه يا محمدين ... انا مبحبش كده
(يبدو عليه أن كرامته انجرحت)
- انتى مبتحبنيش يا فتكات ... بتستخسرى فيه بوسه ؟
- مش وقتها يا محمدين ... لما ... لما ...
- تقصدى لما نتجوز
- آه ...
(لا ييئس .... إلحاح ... إلحاح ... إلحاح ... حتى يقبلها ويفعل أكثر من هذا ... والمسكينة متأكدة أنه زوج المستقبل ... ثم تبدأ الصورة تتضح)
- مالك يا محمدين ؟ ... مالك متغير معايا من فترة ؟
- أبدا يا حبيبتى ... فيه شوية مشاكل
- مشاكل ايه ؟
- مشاكل مادية
(تفتح حقيبتها إن كانت غنية)
- عايز فلوس يا حبيبى ؟
(فى هذه الحالة سيقبل بعد أن يتمنع كثيراً , وتلح هى عليه بحجة أننا واحد و فى حالة أن تكون فقيرة فلن تفتح حقيبتها من أصله وإن كانت إستمارة ستة على الأبواب) و ...
وتنتهى القصة , بعد أن تترك جراحاً عميقة بداخل فتكات , تحولها إلى إنسانة أخرى , تختلف عن تلك التى كانت تدخل على النت و تعمل شات ... قد تتقوقع على نفسها , وتتعقد ... وقد تجرب حظها مع شات جديد , وقصة جديدة , وإسطوانات جديدة ! ... أما محمدين فهو لا يضيع وقته ... فى كل شهر تقريباً يقوم ببطولة مغامرة مع إحدى محترفات الشات !
ولا يمكن أن يكون ما حدث سبباً فى رفضنا لظاهرة الشات بتاتاً ولكن ... هناك نوعان من البنات اللاتى يعملن شات :
النوع الأول : بنات محترفات شات ... تعرضن للموقف السابق مرات ومرات حتى صرن صاحبات خبرة (أياً كان ثمن تلك الخبرة) وهذا النوع لا يعنينا ولا نوجه إليه هذه السطور.
النوع الثانى : فهو المعنى بسطورنا هذه ... الفتيات البريئات الساذخات -عذراً- واللاتى يصدقن الكلمات المعسولات , ويقعن فى براثن الإسطوانات و يثقن فى قراصنة الشات ثم يندمن – بعد ذلك – على ما فات , حيث لا ينفع الندم و لا لطم الخدوات!
وإليهم أقول وأنصح : لا يمكن أن تنشا علاقة حب سوية سليمة عن طريق الشات , ونسبة الكذب والخداع فيما يقال لهن تتعدى الـ95% ... ونسبة الذئاب المتربصين بالضحايا الجميلات 96% , والأفضل لهن إعتزال ذلك الشات وهن فى القمة ... ومن لا تصدقنى فهى حرة !